الجمعة، 2 ديسمبر 2011

يعبروني عني كثيرا وربما عنكم ايضا


١-...
ليس لي صوت،صوتي تخثر من طول العزلة
وندرة الكلمات.


(بشير شلش)

٢-...
النُعاس ضجر من جسد لا يترنح
فى الليل...


(نصار الحاج)

٣-...
الكائن الحي الوحيد هو الموت.


(مأمون التلب)
٤-...
أول علامات بداية الفهم، أن ترغب فى الموت.
(فرانس كافكا)
٥-...
كورت الأرض فمها، لقبلة_لا ندري_ أم للبصاق...؟


(عاطف خيري)

٦-...
رُب وطن على الورق،أفضل من وطن على التُراب..


(أسعد الجبوري)

٧-...
علامة الإنسان المتمدن أن يشك في مسلماته الأولية...


(أوليفر وندل هولمز)
٨-...
من أوسعك ندوبآ...! صفير بواخر أقلت من لا تعرفهم...؟
أم إمرأة تكبرك شجنآ...؟


(عاطف خيري)

٩-...
المثقف شخص يستخدم كلمات أكثر من اللازم لقول أكثر مما يعرف....


(دوايت أيزنهاور)

١٠-...
الجنون هو اللامعني..اللاشكل،هو الضياع في غابة الرمز..


(عز الدين محمد زين)

١١-...
أنمطر.....؟ للفجيعة أن تقاسي قليلآ
ريثما ينصب الغناء خيمته.


(كمال عمر)

١٢-...
مجتمع من الخِراف سيحكمه إن عاجلا أو آجلا حكومة من الذئاب. .


(برتراند دي جوفنيل )

١٣-...
أن تكون مكروها أفضل من أن تكون مثيراً للشفقة...


(أبا إيبان)

١٤-...
.وللخَمر غُبار يسمى الخيال
والدمع خلاصة تقرير الخِمر
والنبيذ دم الشِعر...


(أسعد الجبوري)

١٥-...

في العُرْي كل ما هو ليس جميلاً فاحشٌ....


(روبرت بريسون)

١٦-...
ها أنت تحزن
ويأتيك حنين
كم مرة نستدين بلادآ وناس...؟


(أنس مصطفى)

١٧-...
نكاية في زهرة علي كتف الصبار،أنبت كف الحجر شجرة...


(مفتاح مليود)

١٨-...
.مات حبي قبل عشرين عاما
ولم أزل إلى الآن أستقبل المعزّين...!


(أديب كمال الدين)

١٩-...
.أيها الصواب...أنت خطأ الخطأ...


(محفوظ بشري)

٢٠-...
الأرض يخنقها الطيبون..


(أمير شمعون)

٢١-...
أنا كالباب كلما دفعتنى الريح بكيت....أصدر صريرآ خافتآ كألأنين....


(مكي حامد)

السبت، 15 أكتوبر 2011

انا اسمعكم ولكن ...حياتي وانا حر!!!!






أبحث عن شيئاً فريد ! لا يشبه أحد ولا يعرفه أحــد . 
تعبنا البحث ، والبحث تعب منا ومن أوهامنا وعثراتنا .
لا أريد هذا الروتين القبيح للحياة ! نوم .. يتبعه صباح ينتهي
بالاستماع لأحاديث(....).التافهة … ومن ثم الخلود للنوم والاستيقاظ على
مجموعة من الحلول حلمت بها لتسعد . حياة يكون بها الأقارب
ليسوا كالعقارب ! . لنجرب الحياة بشكل آخر ببساطتها وغرور
ليلها ورومانسية فجرها . لنجرب أن نعيش ليومنا فقط دون التفكير 
بالغد وبعد الغد وبعد بعده فإنه أكثر ما يفسد طموحاتنا .
لنكن أشخاصاً لا تعرف الحقد ولا الكراهيــة . لنبني مجتمعاً 
واعياً لا مجتمعاً داعياً لضرورة البقاء ووحده البقاء . لنتكيف
برغبتنا مع حياتنا ليس لأن الزمن يريد هذه العيشه لنا .
لنجرب الحياة من غير كذب سنخسر ! من يقول ؟ الجميع
يرددون بأن الكذب الطريق الى الهلاك ! . لنحاول مرةً أن
نبكي بلا سبب لنشعر بالألم المسبب له … لنحاول أن نصرخ 
مرةً ونحن صامتين نعم نصرخ بنظرتنا وصدق آهاتنا … 
لنتعلم أن نقول الحقيقة لأنفسنا ولو لمرة واحدة . يجب تجربة
أن نفكر بصوت مسموع لنخبر العالم مدى حجم أنانيتنا
وحبنا لأنفسنا … هل نجرب هل نجرب المجتمع بلا نســاء !
لا أجدها فكرة جيدة اذا لنجرب أن نشركهم معنا لنجد حلاً
للملكية المتنازعة بيننا وبينهن ! . أيها الرجل ماذا لو كنت
الرجل الوحيد والعالم أجمعه نساء أعرف أنك تبتسم الآن وهذا
قد يدل أننا لن نقنع ! . لماذا لا يكون هناك عالم يُصدق به 
الرجال أكثر من النساء ولماذا أيضاً يكون الرجل دائماً هو
المخطئ .لا أريد هذه النظرة الشاذة من المجتمع لأشخاص
أجبرتهم قسوة الزمن على فعل ما لا يريدونه ولنزرع 
داخل أفراده التسامح والمغفرة … ليس بالصعب أن يبتسم 
الغني للفقير لا العكس منتظراً عطيةً وهبة …
ما المشكلة إن زرت تل ابيب 
وذهبت لقبر غولدا مائير وحكيت لها عن فلسطين وما فعلوه
بأبنائها! . ما المشكلة أن أقضي اجازتي بشواطئ كوالا لامبور
وأمارس لعبة الكرة مع أطفالها … ولا أجد غرابةً إن أقمت
وليــمة عشاء على شرف الكلب (...)وقبل أن يبدأ بالأكل
أبصق بوجهه ! . وما أجمل أن أخرج في نزهه مع طفلتي
(نجود) التي لم تولد بعد وامها في غياهب المجاهيل
وأحكي لها عن هم حلم وأمل . أيضاً لنجبر الأغنياء 
على اخراج الجزء البسيط من أموالهم ونذهب نحن للمساكين
( أووووه ) لا أجد كلمة مساكين لبقة ! حسناً لنستبدلها … 
أيضاً لنجبر الأغنياء على اخراج الجزء البسيط من أموالهم
ونذهب نحن للمحتاجين ( أوووووه ) وهذه كذلك كلمة غير لبقة
، لنقول عنهم فاقدي الحظ نعم أراها مناسبة الأن ! فهناك الكثير
ممن خذلهم الحظ وعاشوا بتعاسة محتاجين لنظرة عابرة تقدر
قسوة أوقاتهم … أخيراً أقول لمن سيسرق صمتنا وينسبها لنفسه
أما كفاك سرقة أحلامنا البسيطة !

الثلاثاء، 26 يوليو 2011

اضحك زي ما عايز





أسماؤنا السودانية القديمة الأصيلة، كان من الصعب بل المستحيل بأن تأتي لها باسم دلع، فمهما بلغت براعتك فلا يمكنك أن تدلّع أسماء مثل: بلة، الطريفي، أب جيبين، التجاني الخزين، عجبين، الزبير، أب كساوي، الصديق، فضل المولى، فتح الرحمن، عبد الجبار، البشير،عكاشة، الجنيد، تيراب، الريّح، الماحي، حمد النيل، حسب الله، جبارة الله، أب سقرة، البي كيفو، تميم الدار، جبر الدار، عمسيب الجاك، الجزولي وغيرها.عليْ النعمة تحاول تدلع أي واحد من الأسماء الفوق ديل إلا ضهرك (كَع) ينكسر، لأنها أسماء قوية زي الخرسانة.. أسماء مضببة ضد التدليع زي العكاكيز.. أسماء أهلنا زمان أسماء رجال وما في أي طريقة لتمييعها أو تدلعيها، حتى النسوان عندنا كان أسماهن صلبة ومحتشمة، وتنافس أسماء الرجال! في قوتها وخشونتها، فنلقى أسماء  مثل ست النفر، الساتر الله، أم حقين، البتول، سكينة، التاية، نفيسة، النخيل، أم زين، بت الجقمتها وغيرها، والواحدة حتى لو أهلها كانوا متحررين، بالكتير يسموها الصندلية، ومع ذلك ما تقدر تشوفها أو تشم ريحتها، النسوان كانن بنات خدور..والراجل ذاتو بيكون معجب باسم أمو المحتشم وتلقاهو يحلف بيهو في الصغيرة والكبيرة فنسمع: أنا ولدك آآآ ام زين .. أنا ولدك آآآ البخيتة... هسه أولاد الزمن ده يقولوا شنو ويحلفوا باسم منو.. معقول الواحد يقدر يقول: أنا ولدك يا عبق أو أنا ولدك يا رانيا؟ أهلنا الكبار الزمان كانوا ما بعرفوا الني وكل شيء عندهم نجيض. الني بدوهوا النار..عليْ الطلاق تنطق الاسم كده لما شعرة جلدك تكلّب، وتتنفخ وجضومك تتورّم من العجب والخيلاء بهذه الأسماء 
أبشر آ جنا .. حررّم تبشر.. أبشر آ جنا التقدْ مركوبك.. 
مش زي أسماء الأيام دي، شدة الأسماء ما بقت مايعة تقررررّب تخت الاسم في التلاجة عشان يجمد ويبقى اسم رجال. 
شوفوا الأسماء دي: وائل، وضاح، وحيد، وليد، وديع، ربيع، مازن، تامر، لؤي، راني، هاني، نادر، حمادة، طلال، أيمن، مهند، إيهاب وغيرها.. والأسماء دي رغم مياعتها لكن الناس برضو دلعوها، فحصل ليها ما يعرف في اللغة بتمييع المايع وهو محرّم لغوياً فسمعنا ب: هنو، ولي، مزوني، تموري، عموري، ندوري، أيموني، هنودي، هوبة وغيرها من الأسماء المايعة الما شادة حيلها..وكذلك غناهم كان غناء رجال وأصواتهم كانت أصوات رجال، كان المغني يغني الليل كلو بدون مايك وصوتو تلقاهو زي الجبخانة يا ليل أبقالي شاهد على نار شوقي وجنوني 
وناس زمان ديل حتى كعكهم كان كعك رجال.. تدخل الكعكة في خشمك كده لما يغلبك تلوكها وتقعد تقرقش فيها كُرُم كُرُم زي الخروف القاعد يصقع في الجرة. والآن جابوا لينا الكعك المايع بشتى أنواعو تدخل القطعة في خشمك تجي تلوكها تلقاها عملت (سواح) وما تعرف ! نفسك هل أكلتها ولا ما كانت في قسمتك.. نفس الشيء ده بينطبق على الولادة، زمان الواحدة تلد من خمسة لعشرة وكل سنة تساهم مع زوجها في مصاريف البيت بإنجاب طفل جديد، ومرات لو الظروف ساعدتها ممكن في نفس السنة تلد طفل وتشرع في وضع حجر الأساس لطفل جديد، ومرات الراجل ذاتو من كترة الولادة، ما بعرف أسماء أولادو ومنو الأكبر ومنو الأصغر فيهم.. الراجل يسأل مرتو: إنتِ آآآ الزينة دحين كبير ضيف الله ولا كرم الله ؟ فتجيبه الزينة باستغراب: أجي يا راجل: شن جاب ضيف الله لكرم الله! أنا لما ولدت كرم الله ده، ضيف الله كان يا دوووب بيحبا، لكنهم الاتنين مولودين! في نفس السنة المات فيها خالي عبد الرحمن.. بنات الزمن ده الواحدة إلى أن يتخرج ولدها من KG2، حتى يقولوا ليك فلانة قاعدة تتوحّم.. وهو شن الوحم؟ الواحدة وحمها ذاتو مخالف وضد العادات والتقاليد.. تلقاها متوحمة ليها على تفاح لبناني أو زبيب إيراني أو عنب إيطالي أو مهند تركي، فيطلع ليها الولد مو نافع ومنعّم ومرخ رخ ،والواحدة أصلها ما بتراعي ظروف زوجها.. زمان حتى وحم حبوباتنا وأمهاتنا كان وحم رجال ووحم بسيط وسهل التنفيذ ، الواحدة تتوحم على أم بقبق فيقوم يطلع الولد لايوق وعبيط أو تتوحم على ويكاب مرس فيطلع الولد بتاع مرايس وشطوط! وكمونية .. نحن ناس بتعيش حياتها بالكمونيّة والنيّة السليمة).
عليْ الجزيمة في الزمن المايع ده 
حتى شطتنا بقت مايعة وما بتحرق.. ونحن والله شعب لو ما حس بالشطة في جوفو تسوي تح تح، الأكل ما ينفعو. أنا ود التور البتنتّح ومن الشطة ما بقول أحححححح الزمن ده بقى زمن الكيتشاب والمايونيز، أما الشطة الخضراء وشطة القبانيت فزمنهم فات وغنايهم مات.. 
الناس هجرت المطاعم وبقوا مستعجلين وما عندهم وقت للقعاد عشان كده اتجهوا للكافتيريات، الأكل كلو بقى عبارة عن بوفتيك وطعمية وبرجر وما شابه، والناس بقوا زي المجانين تلقاهم ياكلوا ماشين ويتكلموا ماشين وكان قلت لزول سلام عليك لا بسمعك ولا برد عليك.. مشيت السودان قبل سنة ما لقيت زول يتونس معاي وفي النهاية جيت راجع وشنطتي مليانة ونسة وشوق للناس الزمان... 
 وكلابنا برضها بقت مايعة وكسلانة ومسكينة وما بتهوهو في زول، الكـلـب تجي ماشي فوق ليهو ما يقول ليك هوْ، ولو بقى نشيط خلاص، يقوم ينبح فيك بتهوهوة واحدة تاني ما يزيدها، كأنو عامل ليك مس كول.. مرة ناقشت مسألة عدم مبالاة كلاب اليوم مع واحد كلــب، فقال لي: زمان كان بيطغى الحماس والانفعال على أدائنا ككلاب، وكنا بننبح في الفاضية والمليانة، لكننا لما شفنا الحكومة ما بتدفع لينا مواهي وحاولت تستملحنا، قلنا ما لنا ومال المشاكل والعباطة الفي الفارغ.. ونحن الآن في ظل نظام عالمي جديد ولن ننبح ببلاش لأنو في حاجة اسمها الملكية الفكرية وأصواتنا دي لازم تقيّم التقييم المناسب واللي عاوز ليهو (هوت دوق) يشوفوا بعيد مننا، نحن خلاص ودعنا عهد العباطة والتهور. 
فقلت في نفسي: يا حليل زمان وأيام زمان.. لما الكلاب كانت بتسك الشفّع وتشرط هدومهم.. الآن نبيحها ذاتو بقى مشروط.. زمان تجي ماشي تلقى الـكلــب منتظرك في الطريق مليان جسارة وعنفوان ولسانو حالو يقول يا دنيا ما فيك إلا أنا، أما الآن فالكلاب بقى مغضوب عليها وضالة ومهمشة وبتعيش على حافة النسيان ولو نظمت نفسها كويس ممكن تدخل الغابة أو تقيم في فنادق وتعلن التمرد وتعمل ليها حركة تمرد وممكن تسميها حركة تحرير الكلاب وتختصرها في كلمة (حتك)..  يا جماعة الكلام ده عيب في حقنا وما بصح في حق شعب عاش (علماً) بين الأمم .. ويا جماعة كفانا تمييع أسماء وتمييع كعك وتمييع وحم وتمييع فحولة وتمييع قضايا وتمييع مياعة وخلونا نرجع لقديمنا ونخلي في البنسوي فيهو ده، الكلام ده بالحيل ما سمح في حقنا .. 

حليل زمن الصبا الماضى حليل زهر الحياة الزاهر
حليل زمن الحبيب راضى

°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
ملطوش

الاثنين، 27 يونيو 2011

لحظة مع ذاتي





باريس - اليوم المفتوح لرابطة ابناء الزغاوة بفرنسا


Paris - Journée portes ouvertes - l'Association des fils des Zaghawa, France, 06/11/2011


 Listen Paris - Open Day - the Association of Sons of the Zaghawa, France, 11/06/2011

الاثنين، 30 مايو 2011

فلسفة ( فلسفة عثمان )




( الاحساس بالوحده )

هو أن يكون حولك الكثير من الأشخاص أن تراهم ولكن لا تشعر
بوجودهم ، بالنسبه لي أنا فقدت من الأشخاص مايكفي لأعتزال هذا
 العالم الخارجي ولن أتطرق لأسباب فقدهم فحتماً أنا سبب من أسباب
 فقدهم .


( الانثــى )


هي الأم .. الجده .. الأخت .. العمه .. الخاله .. الزوجه ..
الحبيبه .. الصديقه .. والأن ألا يستحقون الأحترام والتقدير .


( القناعه )

لقناعه كنز لا يفنى .. كنت دوماً أسمع تلك المقوله ولا أعرف
 ما تحتويه من معاني كثيره ، أما الأن وأنا في عمري هذا
 أخبرك أبي بأني فهمت ما تود ايصاله لي ولكنه لم يصل حتى
كتابه هذه الكلمات !! فمتى يصل وأعمل به أرجوك !


(مواصفاتك أميرتي )


أن تخافي الله بنفسك ، تقدري أنوثتك وتعتزي بها
 ، وعلى هرم هذه الأنوثه الخجل كم يسعدني
الأحمرار بوجنتيك .


( رجل = طفل )


ان الرجال جميعاً يحبون من الانثى التعامل معهم وكأنهم
 أطفال ، أن آدم بشكل عام ومهما ظهرت عليه ملامح
الرجوه ما زال بداخله طفل يريد الحنان والعطف ولأنه
 لا يجدها بوضوح من أمه بحكم سنه فيحاول أن يكون
 الطفل لزوجته أو حبيبته فعاملونا كأطفال ، ومن أجل
عدم زعل بنو جنسي مني فأنا أول الأطفال !!!

الأحد، 22 مايو 2011

اسطورة افريقية



منذ فترة قصيرة جاء موظف عربي مهاجر ليعمل في شركة طيران غربية كبيرة ، وعند وصوله تعرَّف عليه المسلمون في الشركة ودعوه للغداء الأسبوعي ، حيث يجتمعون في قاعة من قاعات الشركة ويتناولون الغداء ويصلُّون الظهر ويستمعون لدرس في العلوم الإسلامية أو علاقاتهم بغيرهم . ولما صلُّوا استغرب العقل العربي المهاجر للعمل هذه الحرية ، ثم جلسوا لبدء الدرس فهمس في أذن الأخ الذي عنيمينه : هل هذا العمل قانوني ؟ ! قال له الذي بجواره : نعم ، ولنا سنوات نفعله . ولم يطمئن ، ولم يكد يصدق ، فهمس في أذن الأخ الذي عن يساره : هل أنت متأكد أن هذا العمل مشروع وقانوني ؟ !
فاستنكر المسؤول خوف الرجل وسؤاله لأنه أقدم عهدًا وهذا حق مكفول لكل مجموعة تريد ذلك .لقد كان هذا المسلم الذي وفد من بلد مشرقي عربي ينعم ببعض بصيص الحر ية النسبية مقارنة ببلاد عربية أخرى مستغربًا جدًا أن تسمح الشركة بل الحكومة هنا لعشرين شخصًا أن يصلوا يتدارسوا الإسلام - بل أي قضية - في حجرتهم تلك ! الغربيون المسلمون تعجبوا لمستوى الكبت في بلاد المسلمين وتدهور عقل الإنسان وقيمته في بلاد المسلمين التي أحبوا دينها فاعتنقوه ، وأنكروا فيها هوان الإنسان وتردِّي قيمته ، وهذا حاجز كبير يمنع دخول الناس في دين الله ، فما إن تتحدث عن هذه الأمور حتى تقدم اعتذارًا مما يحدث ، وإثبات أن الإسلام ليس هو الذي تشاهدونه في بلاد المسلمين .
وعربي آخر قال لهم : إنكم أ يها الغربيون لا تعرفون ظلمات الواقع العربي ، وتحول الهمس ليكون موضوع اللقاء فزاد خوف الأخ وتوجسه . ولا لوم عليه ولا تثريب فقد جاء من بلاد الرعب المتبادل ، فالشعب يخاف حاكمه ، والحاكم يرهب شعبه ، والثقة والأمن أعز مطلوب ، فالاجتماعات في بلده محرمة ، فكيف بالدينية ؟ !
ويحسب كل اجتماع ديني خاص بأن وراءه مؤامرة انقلاب وذهاب لرأس الزعيم ! .

وهذا أنتج عندنا عزوفًا عن بعض القضايا المهمة والأخطر في حياة الأمة ، ومن أهم هذه القضايا “قضية الحرية” ، حرية قول الحق وممارسته ، حرية الدعوة له ، حرية نصره . حريتنا وكرامتنا أن نحيا كما أراد الله لنا عبادًا له وحده أعزة أحرارًا ، لا نقبل بالخضوع لغيره، ولا نستسلم لغير شرعه، وفي ظل شرعه والالتزام به نُحكم كما نريد، ونوالي كما نريد، ونعادي كما نريد، ونعلم ما يُرا دبنا، ونعلم مصالحنا ومضارنا . ونتدارس أمر نا بكامل اختيارنا دون قهر خارجي أو استبداي ، فمَن الذي يزعم أن شخصًا واحدًا كلي ً لا علي ً لا يفهم كل شيء ، ويعرف كل شيء ! اللهم لا ، إلا في عصر“مدَّعي الألوهية من البشر ” في ظلمات المثبورين الذين قال أحدهم : {ما علمت لكم من إله غيري }
وقال : {ما أريكم إلا ما أرى} وما أشبه تلك الحال .
ألم يشهد المسلمون أعظم تجربة حديثة العهد أمامهم منذ شهور (رئيس امريكي اسود )، أم هل تراهم توقعوها مسرحية أمريكية شكلية ! لقد شهدوا وشهد العالم منذ سنوات رئيس أمريكا يقف في قفص الاتهام محاصَر ًا، محمرّ الوجه يستغيث بالمناديل ليمسح عرقه ، ويأمل في عطف الشعب ، ويكاد يستقيل قبل أن يُقال ، يحدوه أمل كبير أن ينجو
من حصاره من أجل قضية خلقية ، هي في معيارهم عادية ؛ ومن قبل طردوا زعيمًا ومفكرًا استراتيجيًا كبيرًا “نيكسون” من البيت الأبيض من أجل مخالفة خلقية صغيرة فيها اعتداء على خصوصيات الآخرين، حادثة تجسس على الحزب المناوئ ؛ لأنه علم عنه وسكت ! ولكن شعوبًا كاملة - هي شعوبنا - ليس لها خصوصية وليس لها حرية ولا تجرؤ على التلفظ بها ، وتنزع منها قيمتها ، بل تمسخ الكلمات الكبيرة فتصبح كريهة المعنى والظل ، فيسمى الخروج عن الأدب حرية ، واستقدام راقصة تطور ًا،
ويسمى نشر الدعارة رقيًا . وغابت الكلمات والمعاني والأفعال الشريفة ، فلم تخرج هذه الشعوب يومًا فتقول للظالم : قف ! ولا لمستبد : هذا حدُّك ! لأن الكلمات في زمن الاستبداد تفقد معانيها فيصبح الجور عد ً لا واستقرار ًا، والسكوت على الذل حكمة ، والحرية حرية الفساد ، وكلمة الحق والنصح لله وللمسلمين طريقة الخوارج والبغاة !
والمسلمون في بلادهم لا يحق لهم ولا يسألون عما يفعل بهم ، ولا هم ينطقون ، بل قد يهمس شجعانهم في الخفاء ، وهؤلاء الهامسون بالكرامة والحرية قليل مستضعفون ، يخافون أن يتخطفهم الجواسيس ، أوهاربون خائفون. وتصبح الكرامة والعزة والحرية تهمة وعيبًا وتطرفًا وخروجًا .ومنذ قرون استوطنت هذه الأمراض في معظم البلاد الإسلامية إلى اليوم ، فليس للشعب المسلم المستضعَف دور في قراره ، لا يوالي بقراره ولا يعادي بقراره بل بوصاية من الخارج . يقول برنارد لويس إن العرب منذ جاءهم نابليون الفرنسي ، حتى أخرجه من بلادهم ضغط بريطانيا (!!!) ، منذ ذلك اليوم
وإلى اليوم - أكثر من مائتي عام - أدرك العرب أنهم لا يملكون شيئًا من قرارهم . أي يذهب مستعمر بسبب ضغط من مستعمر جديد، وقد يبدل لباسه ويرسل وكلاء محليين !
وجاء عزوفنا عن “الحرية” - مصطلحًا وسلوكًا وشعارًا - بسبب ا لخوف من المشاكلة مع الذين أساءواللمصطلح، أو أن غيرنا استخدم اللفظ أو رفع الشعار وتاجر به في غير مكانه أو خالف الحق والشرع .وقضية الحرية ومفاهيمها الشرعية يجب أن تكون على أولويات قائمة المطالب الإسلامية ؛ فحرية المسلم في قول ما يعتقد ، وإنكار ما يرى من منك ر وباطل ، وحريته في قول كلمة الحق ، وممارسة واجبه الشرعي في التوجيه والنصح والإصلاح هي طريق الحق والعزة والكرامة والسيادة . أما السكوت والخمول
والتواكل والرعب من كلمة الحق فهي شر طريق سلكته أمة ، وهي طريق الخذلان والهزيمة ، ومخالفة سُنة الله في الشرع والواقع . وسنة الله في الصدع والدفع وقول كلمة الحق واحترامها ما قام عليها مجتمع موحِّد إلا عز ونجا ، ولا تهاون بكلمة الحق وممارسته والإعذار إلى الله إلا مَن جانب الشرع ورضي بالخذلان والهوان والمعصية . خفنا من هذه الكلمة لأن الفاسدين استغلوها للترويج للانحلال ،واستخدمها الدهريون - العلمانيون أو اللائيكيون - للترويج لوثنيتهم ، واستغلها الشهوانيون لممارسة
الفسق والخروج على الآداب . وقد آن أن نعيد قضايانا الهاربة من خطابنا ، ونزرع العدل في بلادنا ، ونتعود عليه ونحبه ، فبالحق والعدل نتحاب وتنتهي عوامل الفرقة والخوف والخضوع للبغاة والمحتلين .وعملية التحرر في بلاد المسلمين لا تتم فجأة ، ولا من كلمة وموقف ، ولكنه مشروع متواصل ، وركام من الثقافة والسلوك ، وشجاعة في الكلمة والتصرف ، حتى تصبح العزة خلقًا عامًا ، وتربية الأخلاق للفرد والمجموع أطول عمليات الإصلاح إطلاقًا . ومن بعد رسوخ خلق العزة والكرامة تنسجم الأمة مع نفسها
ودينها وتاريخ أمجادها ، وإلا فإن شواهد العزة في عهد الرسول - صلى الله عليه وسلم - وصحبه والتابعين لا يقدر المسلم المعاصر الذي صودرت حريته وعزته أن يفهمها ولا أن يتجاوب معها.
الحرية أم العدالة ؟ :
كان الرجل العربي حرًا أنف ًا، لا يخضع إلا لربه ، ويعتبر الخضوع لغير ه عبودية له ؛ لذا اختار الله العرب للرسالة، لما تميزوا به من عزة النفوس وشَمَمها وبراءتها من عسف المستبدين ، فلا يقبلون العبودية للملوك
درس من الأسد الأسود :
إن مشاعر العزة وثقافة التحرر قلَّت في واقع المسلمين اليوم، وكادت أن تكون تاريخًا بعيدًا جد ًا، ولما
قرأت سيرة مانديلا جددت تلك القصة معاني تستحق الاهتمام والوعي في بعض بلاد المسلمين التي
تشارك إفريقية الجنوبية الكثير من الأحوال المشابهة.
خرج مانديلا من السجن بعد عشرة آلاف يوم كاملة في المعتقل ، وكان عمره واحد ًا وسبعين عامًا وقاد دولته الجديدة في طريق لم يسبق أن سارت فيه من قبل . وكتابه “مسيرة طويلة نحو الحرية ” - دار الهلال
، مصر ، عام 1995، ترجمة د .فاطمة نصر - من أجمل الكتب ، بل ومن كتب العالم الثالث المهمة التي روت واحدة من سِيَر العالم المغلوب وكيف كافحت أمة ل تحصل بعد قرون متطاولة على حريتها . فقد احتاجت جنوب إفريقية إلى ثلاثمائة وأربعين عامًا لتنال استقلالها ، ولا تتوهموا أن جميع الإفريقيين في جنوب إفريقية سعوا إلى الاستقلال ، ولا تتوهموا أن كل الرجال يحبون الحرية ويسعون لها ! فليس كل
السود قاتلوا من أجل الحرية والاستقلال ، ولا كلهم سُجن ثلث قرن كما حدث لمانديلا ، فليس كل
الناس يسعون للحرية ولا كلهم يحبها . لا ، بل استقلت جنوب إفريقية - أو نال السود حقوقهم على
الأصح - على الرغم من كراهية عدد من السود غير قليل؛ فمنهم أعداد هائلة كانت تقاتل في صفوف
المستعمِرين - الأ فريكانو “البيض” وترى في مانديلا شرًا وشيوعيًا أحمر ! يريد أن يحرمهم من الخير الذي
جاء به السادة البيض ، فقد جاءوا لهم بالإنجيل والدخان والموسيقى والثياب الحمر المرقشة ، لقد جاءوا
لهم بالذل والخنوع ، والراحة من التفكير والمبادرة ، أراحوهم من مسؤولية القرار ، ومن ثقل الاختيار ،
وتلك نِعَم يهنأ بها العبيد - دائمًا - في كل مكان ، والعبودية ليست لونًا ولا جنسًا ولكنها حالة نفسية ،
أو “عجز حُ ْ كمي ” كما يعرفها الفقهاء . وإن الأحرار من طراز آخر من الرجال - أمثال مانديلا -
يهون عليه أن يموت أو يُسجن ثلث قرن ولا تهون عليه كر امته وحريته . كان زعماء “المؤتمر” في السجن
مطارَدين أو يعملون ضد الاحتلال سرًا ، وكان بعض المتعلمين الدكاترة والقساوسة والصحفيين من
السود أنفسهم - ويا َللأسف ! - ضد الاستقلال “الشرير” وضد “سرطان” الحرية ! مع أن البيض
“السادة” كانوا لا يؤاكلونهم ولا يشاربونه م ولا يزاوجونهم ، ولا يستخدمون المواصلات التي يركبها
السادة، ولا يسمحون لهم بالسكن في مناطقهم ، ويحرمون عليهم حتى بعض أنواع اللباس ، ويمنعونهم
حرية التنقل ، وبعض أنواع العمل ، بل لا يرى فيهم البيض بشرًا من البشر ! ومع هذا فقد كانت طائفة
من السود تقدس البيض و تعبدهم وتطيعهم بلا حدود . كان هؤلاء العملاء من السود خونة للحرية
وكانوا جواسيس للحكومة العنصرية وكانوا رَصاصًا في قلوب شعبهم لصالح الأجانب ، ولكأن
“الرصافي” عاش تلك السنوات في جنوب إفريقية ؛ ليقول :
عبيد للأجانب وهم دومًا ****** على أبناء جلدتهم ُأسود
فقد كان العنصريون البيض يجدون طبقة متغرّبة من السود - يسمونها متعلمة - تافهة الشخصية تابعة
للبيض، يحاربون بها الشعب الأسود نفسه ، وقد كانت هذه الطبقة حذاءً تسعى عليه الطبقة العنصرية
لتحقيق مصالحها وخدمتها ، أو وقاءًا للبيض ، تقيهم من حراب الإفريقيين السود ويقع فيها الضرب
ويتقي بها السيد الأبيض الأيدي المضرجة بالدم ، التي تطرق باب الحرية ، ولكن السود أدمنوا طرْق باب
الحرية حتى نالوها.
يقوم هؤلاء المتغربون - “طبقة الوسطاء ” بين السود والبيض - بجمع السود في مصانع البيض وترتيب
عملهم والإشراف على إخلاصهم ، وبذل كل جهد هم للسيد الأبيض ، منهم من يشرف على قومه
العمال وعملهم من قبل الفجر إلى الليل في مناجم الذهب والمصانع وأعمال البناء وتربية الحيوانات
والمزارع ، ينتجون الملايين للمستغل الأبيض ويَقنعون ببعض جنيهات في نهاية الشهور السود تحت أطباق
الأرض . لا تكاد تكفي هذه المب الغ الزهيدة لطعامهم ومسكنهم غير الإنساني في مساكن المصانع
والمزارع وأحياء الفقر ، حيث تقل كثيرًا عن غرف كلاب السادة البيض !
أما السماسرة الوسطاء فهم قيادات سوداء يصنعها البيض ، قساوسة و ُ كتَّاب وموظفون ، ويعطونهم بعض
المزايا عن الشعب ويدفعون لهم أكثر ليستمروا في إخضاع جنسهم الأسود للبيض ، وهذه الطبقة كانت
رأس الحربة في قلب الشعب ، وهي الأخطر في وجه مانديلا والمؤتمر الإفريقي ، وهي التي كانت حاجزًا
دون أن يتصل بالشعب ويبلِّغه رسالته ويلهمه حريته وكرامته ، هذه الطبقة من الشعب الإفريقي جمعت
اللؤم والدناءة من الشعبين وباعت كرامتها وحريتها للأفريكانو ، في البداية عن جهل وسذاجة وشهوة
للمَيزات المادية ، وفيما بعد عن عمالة ولؤم وتنكُّر لإنسانيتها وعن آلية حيوانية وانعدام للإنسانية والخلق
في سلوكها ، ومَن يهن يسهل الهوان عليه . كانت هذه الطبقة ترى إخوانها وأخواتها وشعبها يذ ل
ويمتهن بها وهي لا تدري ولا تحسب ، بل بعضهم يقول : “إنني أقوم بما يمليه عليَّ عملي وواجبي ” !! بل
يجرؤ بعضهم ويقول بما يمليه عليه عقلي ووطنيتي !! ومهما وضعت من علامات التعجب فإنها لا تغني
شيئًا تجاه هذا الموقف من شخص يُتوقع أنه بقي له عمل وواجب وعقل ووطنية وهو يرى قادة المؤتمر في
السجن غذاؤهم الجوع أو حساء الذرة البارد والمتعفن ، ولما طالبوا بالخبز قال لهم السجانون في صفاقة :
“الخبز ضار بالإنسان ” ! هكذا قالوا لمانديلا ورفاقه . لِمَ لا يضر الخبز بالإنسان ؟ ! ، والحرية أضر بنفوس
الشعوب من الخبز ، فالحيوان يطعم و لا يثور ، ولكن الحرية غذاء مدمر لكل وسيلة وقاعدة ونظام مستبد .
غير أن المستبد يفقد الكرامة والإنسانية فيتوقع أن الناس - وفيهم العباقرة والدهاة - ليسوا بشرًا ! لأنه
بلغ دركات العنصرية وظلام الكفر وانحطاط العقل والعاطفة ، فتنقلب عنده الأمور . ويرى الكرامة
والطعام الطيب مضرًا بالبشر ، أو مضرًا بغيره هو ؛ لأنه هو البشر الوحيد في العالم ! هكذا يفكر اليهود
والأفريكانو والنازيون .
وإذا كان الخبز خطيرًا إلى هذا الحد فكيف بالحرية ؟!! ، إنها قنابل نووية .
وعلى عكس تلك النوعية الرخيصة من السود يفاجئنا مانديلا بذكر قصة المحامي الأبيض “برام منيشر” ،
وهو ابن لرئيس وزارء مستعمرة نهر أورانج وكان والده رئيس قضاة ، كان يدافع عن مانديلا وأعضاء
المؤتمر وكان يؤرقه أن الرجال الذين يدافع عنهم يذهبون إلى السجن ، بينما يعيش هو حرًا طليقًا ! وبعد
محاكمة ريفونيا قرر المحامي الأبيض أن يلحق بالعمل السري مع السود أنصار مانديلا ضد أعداء الإنسانية
البيض “قومه” ، ونصحه مانديلا أثناء المحاكمة ألا يفعل ذلك ؛ لأنه يخدم المعركة أفضل في قاعة المحكمة ،
وحتى يرى العالم أفريكانيًا وابن رئيس قضاة ينافح عن المظلومين ، ولكن لشهامته لم يكن ليتحمل رؤية
نفسه حرًا والأبرياء يعانون ، فقد كان كالقائد الذي يقاتل جنبًا إلى جنب مع جنوده ، لم يرد أن يطلب
من الآخرين أن يقدموا تضحية يتورع هو عنها ، والتحق بالعمل السري ضد البيض (قومه) ، فُقبض
عليه ثم أفرج عنه بكفالة ، وقبض عليه مرة أخرى وحُكم عليه بالسجن مدى الحياة ، ولما أصابه السرطان
في السجن شنت الصحافة حملة للإفراج عنه ومات بعد خروجه واستمرت الحكومة البيضاء في مطاردته
، حتى بعد وفاته وصادرت رماد جثته بعد حرقها ! وهكذا قد يخرج حي الهمة شريف الطباع من منبت
السوء والوحشية أحيانًا .
ويقول مانديلا بعد هذا :
 “قدم برام فنيشر أ كبر التضحيات على الإطلاق ، فمهما كانت معاناتي في بحثي عن الحرية فقد كنت أستمد القوة من كوْني مناضلا مع ومن أجل شعبي ، أما برام فكان رجلا حرًا ناضل ضد شعبه ، من أجل أن يضمن الحرية للآخرين 
(ص 257) ، إنه رجل شريف يحترم ذوي المواقف
ويقدرها، ألم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم لو كان “اُلم ْ طعم” حيًا لوهبت له هؤلاء النتنى
(أسرى بدر)
.وقد وقف مع الرسول صلى الله عليه وسلم موقفًا شهمًا لم ينسه له على الرغم من كفره 
وقال مانديلا عنه - مرة أخرى - : “ومع أنه أفريكاني فقد فرض عليه ضميره أن يرفض إرثه الظالم ونبذ قومه ، وأظهر مستوى من الشجاعة والتضحية لا نظير له ، فقد كنت أناأقاتل ضد الظلم وليس ضد قومي
(210-209)
دروس مانديلا في السجن :
الحياة في السجون والابتلاء سُنة رافقت الأحرار في مختلف العصور - وفي عصرنا خاصة - وقامت ثروة
فكرية وتجريبية متشعبة في بقاع الاستعمار ا لعديدة مما جعل دعاة الحرية والاستقلال والدعوة أحيانًا
يعتبرون المرور بالسجن علامة صدق الداعية وإخلاص ه ، وإن لم يمر بهذه التجربة فهو ليس في مرتبة
هؤلاء ! .
قال مانديلا - عن السجن - : “إن حياة المعتقل روتينية ؛ تتماثل فيها الأيام حتى تختلط الأشهروالسنوات . وإن أي شيء يخرج عن القالب يقلق السلطات ؛ لأن الروتين علامة من علامات حسن الإدارة في السجن ! وقد كانت الساعات من أي نوع ممنوعة ، وكنا نعتمد على الأجراس وصفارات السجانين وصيحاتهم لمعرفة الوقت ، وكان من بين أوائل ما فعلته هو أن أسجل تقويمًا على الحائط ، فإن  الإنسان إذا فقد قبضته على الوقت فقد قبضته على سلامة عقله . إن التحدي الذي يواجه كل سجين خاصة السجين السياسي هو المحافظة على ذاته في السجن وأن يخرج من السجن دون أن يتضاءل ، وأن يحتفظ ، بل ويزيد من عقائده ، وأول مهمة لتحقيق ذلك هو أن يتعلم المرء كيف يبقى ، ولكي يتحقق ذلك فلا بد للمرء أن يعرف هدف عدوه ؛ فإن السجن يهدف إلى هزيمة معنويات الإنسان ، وتقويض عزمه ، ولكي يتحقق ذلك تحاول السلطات استغلال كل ضعف وتحطيم كل دافع ، وأن تبطل ما يدل على التفرد ، وذلك لكي تقضي على تلك الومضة التي تضفي على كل آدمي هويته. وكان بقاؤنا يعتمد على فهم ما تحاول السلطة أن تفعله وتشارك ذلك الفهم ، كان من المستحيل أن يقاوم الفرد منفردًا ، وكان خطأ السلطة الأكبر هو إبقاؤنا معًا ؛ لأن ذلك قوَّى تصميمنا ، وهكذا عاون الأقوياء مَن هم أقل قوة وصرنا جميعًا أقوياء ، وفي النهاية كان علينا أن ن صنع طريقة حياتنا داخل المعتقل ، وكما اعترفت بذلك السلطات فقد كنا نحافظ نحن على النظام أكثر من السجانين
 (ص210)
ويقول - في مكان آخر - : “إن المعتقل لا يأخذ من الإنسان فقط حريته ، ولكن أيضًا يحاول أن يحرمه من هويته ، فإن الجميع يرتدون نفس الملابس ، ويأكلون نفس الطعام ويتبعون نفس برنامج الحياة اليومية ، وإن الدولة المتسلطة فقط هي التي لا تسمح باستقلال الإنسان وتفرده
 (ص 180)

من أفكاره ومواقفه :
في المحكمة قال مرة إن أوضاع شعبه الأسود كانت قبل قدوم البيض عيش في سلام وأمن وديموقراطيةقبلية بلا ملكيات واسعة ولا استغلال للإنسان ، وكان الشعب بلا طبقات كلهم سواسية وكان ذلك دستور القبائل ومجالها وذلك التاريخ والحرية هو الذي يلهمه موقفه الآن .وقال إن حياتي في الخفاء أصعب من حياتي المحتملة في السجن في الهم ، وإن تحدينا كان بسبب أعمال ومواقف الحكومة ، وإن آخرين ق بلي قد دفعوا ثمن معتقداتهم وآخرين أكثر سيدفعونه بعدي ، ثم ختم قائلا : 
إن الشيء الوحيد الذي هو أقوى من كراهيتي للظروف البشعة التي سأخضع لها في المعتقل هو كراهيتي للظروف البشعة التي يخضع لها مواطنيَّ خارج السجون في عموم البلاد ، وبعد انتهاء مدة الحكم عليَّ فسأواصل المعركة لإنهاء تلك المظالم حتى تختفي إلى الأبد ” (ص 177) ،
وقد عمل إلى أن أخفاها إلى الأبد .
وكان يرى أن النظام الظالم لا يمكن إصلاحه ، ولكن يجب التخلص منه .
وقال مرة - في زمن المفاوضات معه - : “إذا خرجت من السجن في نفس الظروف التي اعتقلت فيها فإنني سأقوم بنفس الممارسات التي سُجنت من أجلها” !
 ( 287)
التفاؤل والأمل :
يقول : “كنت حينذاك مهمشًا ، ولكنني كنت أعلم أنني لن أتخلى عن المعركة ، كنت في بيئة مختلفة وصغيرة ، حيث الجمهور هو أنفسنا وسجانونا . ولكنَّا نظرنا للمعركة داخل المعتقل كصورة مصغرة للمعركة ككل ، فقد كانت هناك - في السجن - نفس العنصرية ، ونفس الاضطهاد -كالتي في خارج السجن - . ولم يدر في خلدي قط أنني لن أخرج من السجن يومًا من الأيام ، وكنت أعلم أنه سيجئ اليوم الذي أسير فيه رج ً لا حرًا تحت أشعة الشمس والعشب تحت قدمي ؛ فإنني أصلا إنسان متفائل ،
وجزء من هذا التفاؤل أن يُبقى الإنسان جزءًا من رأسه في اتجاه الشمس وأن يحرك قدميه إلى الأمام .وكانت هناك لحظات عديدة مظلمة اختبرت فيها ثقتي بالإنسان بقوة ولكنني لم أترك نفسي لليأس أبدًا .فقد كان ذلك يعني الهزيمة والموت
( 211 )
ويعترف في مكان آخر أ نه ُأصيب بمرض يجعل عقله ينقله إلى لحظات فرح وحزن غامرين ، ويُخيَّل إليه في تلك الأحوال مرة أنه أطلق وأنه يسير في الشوارع والبيوت التي أحبها ، ويخيل إليه أيضًا أنه يدخل منازل أشباح !ولم ييأس مانديلا وصحبه ؛ فقد كان زعيم المؤتمر المطارَد - أوليفر وأتباعه - يجوبون العالم كله ؛يشرحون للناس عنصرية جنوب إفريقية ، وشرها المدمر للإنسانية ، وكانت صور مانديلا في كل مكان
مع طلب بالإفراج عنه ، كنت أدرس في معهد اللغة بالجامعة وأرى اللوحات بأيدي الطلاب وعلى الشوارع ومواقف الحافلات ولم أكن أفهم وقتها معنى تلك اللوحات ، ولا لمن هي وبعد فترة وأسئلة عرفت عن وجود أناس ناشطين في الجامعة يطالبون بحرية أسود معتقل في جنوب إفريقية ، ويتعاطفون معه ضد الحكومة العنصرية . نعم ، كانت هناك دول تتعاطف مع المؤتمر والسود ، ولكن السود في جنوب إفريقية لو لم يحرصوا على حريتهم ، وإنهاء التمييز ضدهم في بلادهم لما أهداها لهم العالم الخارجي . ولو لم يموتوا في سبيل حريتهم ويهتموا بحقهم لما سمع عنهم أحد ، أو لو سمع لأُسكِت
بالذهب الإفريقي الأحمر الذي استُخلِص بعرق المواطنين المساكين .
ولكن العزيمة القوية والصبر والاستمرار والإعلام المنشط للوعي والمث ور للضمير ، وكثير من عشاق الحرية في العالم وقفوا إلى جانبهم وسخروا الإعلام العالمي لمصلحتهم ، حتى أصبحت الأخبار التي تُنتشر ترهب السجانين أنفسهم وليس الشعب المسجون ، ومن أمثلة التهويل الإعلامي لصالحهم ما ذكره مانديلا حين قال إنه شكى مرة لزوجته وندي : “أن الحذاء الذي تسلمته أصغر من حجم قدمي ، وسمعت بعد ذلك أن التقارير قالت إنه ستُجرى لي عملية لبتر إصبع قدمي ، وجاءت محامية لرؤية قدمي سليمة ، وحدث أن شكونا من رطوبة الغرف ونشرت الصحف أن زنزاناتنا قد أغرقتها المياه
 (ص 283) ،
 وقد واجهت حكومة الأفريكانو الهجين هذه الض جة الإعلامية بتعتيم كامل على قضية مانديلا وصحبه ، يحاصرونأخباره ويمنعون نشرها ويبعدون ذكره بكل طريقة ، ويحاولون - على طريقة المستبدين الأقزام - إشغال الناس بسماع أخبار منجزاتهم وذكر أسمائهم هم وقد بقي كلامه محرمًا في بلده على قومه لمدة عشرين عامًا
(ص 287 )
 . ولكنهم في النهاية ينفقون أموال الدعاية وتكون عليهم حسرة ثم يُغلبون ويخرجون أويستسلمون للسلطة الجديدة.ومع هذا فقد كانت حملة المؤتمر الإفريقي لمناصرة مانديلا وصحبه كبيرة متنوعة ، شملت بقاع العالمالواسعة . وعمل المؤتمر على أن يحصل مانديلا على جائزة نهرو في الهند ، وحضر أوليفر رئيس الحزب لتسلمها نيابة عنه .
ولم يفتّ السجن في همته على الرغم من قسوته ، وربما ساعده على ذلك كثرة العدد المعتقل وعالمية الدفاع ووضوح القضية . يقول لهم مرة : “إذا خرجت من السجن في نفس الظروف التي اعتُقلت فيها فإنني سأقوم بنفس الممارسات التي سُجنت من أجلها ” 

(ص 278)

 ؛ ولذلك كان “مانديلا” يؤكد أن تجربة النضال في جنوب إفريقية علَّمته أن العنف ليس دائمًا خيارًا منبوذًا عنده ، بل يقول : “إن خمسين عامًا من عدم العنف من جانب المؤتمر لم ينتج عنها سوى القوانين الظالمة ، والاستغلال والاضطهاد للإفريقيين ، وهكذا بدت السياسة التي تهدف إلى إقامة الدولة غير العنصرية عن طريق عدم العنف غير
مجدية
 (ص 195) ؛ 
فقد أجبرتهم غطرسة المحتلين العنصريين على المواجهة بوسائل أخرى .
ثم يتواضع ويتفلسف ، فيقول - عن علاقته التي انتهت وبزوجته إلى الطلاق - : “لكني مقتنع أن حيا ة زوجتي أثناء وجودي في السجن كانت أصعب من حياتي ، وكانت عودتي أكثر صعوبة بالنسبة لها . فقد تزوجتْ رجلا سرعان ما تركها وصار ذلك الرجل أسطورة ، وعند عودة الأسطورة إلى المنزل ظهرأنه مجرد رجل
 (ص 347 )،
وهنا لمسة تواضع جميلة ؛ فقد قل عنده الغرور الذي يركب مَن كان في مثل إنجازه .
المعتقدات الراسخة :
ساق الكتاب بلا تهويل - كالذي حدث في بعض الكتب التي تصف ملامح السجون العنصرية -أنواعًا من العذاب الدائم والتصميم المستمر عنده وعند صحبه على المواجهة والتعلم والتطور وترقية القدرات العلمية والعقلية ، وقد حصل على شه ادة جامعية في السجن . ويقول :
 “أما جسم الإنسان فيتكيف مع أي ظروف قاسية ، كما أن المعتقدات الراسخة هي سر البقاء في ظروف الحرمان
 (ص 226 )
ويقارن هذا بما ورد عند فرانكل - في كتابه “الإنسان يبحث عن معنى ” - : “إن السجين الذي فقد ثقته بمستقبله وبالمستقبل عامة يكون قد حكم على نفسه بالفناء . وهو مع فقدانه للثقة بالمستقبل يفقد تماسكه المعنوي ، ويكون بذلك قد ترك نفسه للتدهور، وأصبح عرضة للانهيار العقلي والجسمي
(ص 105 
إن أمانة الكلمة والموقف ، وصحة التوجه والقصد ، تُلزم الشرفاء المخلصين وزعماءالأمة ودعاة الحق أن ينادوا بحرية الأمة وزرع أخلاق العزة والاستقلال وكرامة الأنفس والحرمات والأعراض والبيوت من أن تكون نهبًا مستباحًا ، فلم يستبِحْ الغزاة دول وأقطار المسلمين وحرماتهم وأعراضهم وثروتهم وحدودهم إلا لأنهم قد قبلوا قبل ذلك بمستبيح مستبد صغير ، لا يرعى لهم حرمة ، ولا يقدر لهم قدرًا ولا دينًا ؛ ولأنهم سكتوا عن طلب العدل والحرية والمساواة ، فلم يعرفوها ولن يرَوْها ولن يذوقوها حتى يدفعوا ثمنها 

الأحد، 24 أبريل 2011

اشتاق لقهوة امي وهي


تحدثت مع  امي الغالية ست الحبايب واخواني الصغار وعمتي وووو باركت لاختي العرس ولابنة عمي الخطوبة ودردشت معهم كما لم يحدث من قبل
وحين اخبرتني سيدة الاقاحي امي ست الحبايب بانهم يرتشفون القهوة اجتاحني حنين لاشياء كتيرة ودارت في مخيلتي اسئلة لا اجابات لها سوي الحنين فانا اشتاق لقهوة امي وهي
فانت
هل يشدك الحنين إلى ...
هل يشدك الحنين للزمان 
هل يشدك الحنين للمكان 
هل يشدك الحنين للأشياء 
هل يشدك الحنين للأشخاص 
هل تحن إلى سنوات الصبا والطفولة 
هل تحن إلى بيت قديم سكنتموه من قبل 
هل تحن لأصدقاء الطفولة وزملاء الابتدائي والمتوسط والثانوي والجامعة 
هل تحن لقهوة أمك وتحن إلى خبز أمك 
هل تحن للمة العائلة الجد والجدة والوالدين وكل الإخوة 
هل تحن لمقاعد الدراسة وتتمنى لو تتاح لك الفرصة وتجلس ولو دقائق في مدرسة 
أمضيت فيها سنوات 
هل تحن لاصدقاء دراسة أو عمل امضيت معهم أحلى الأوقات واللحظات 
هل تحن لأشياء كانت معك ربما لعبة أو دراجة أو ساعة أو كتاب له معنى في حياتك 
هل تحن للحظة من اللحظات مؤثرة في حياتك مضت لكن حفرت في ذاكرتك 
هل تحن لأشخاص فقدتم في حياتك بفراق حياة أو مماة 
هل تحن ........
هل تحن .............
هل يشد الحنين ............
إذا كنت من هؤلاء 
فشاركنا وسنشاركك في حنينك
إلى تللك الأزمنة والأماكن والأشخاص 
أحن إلى  امي والي قوتها والي نصائح والدي  

الثلاثاء، 19 أبريل 2011

القرود تغرد



القرود تغرد
هل سمعتَ يوماً قرداً يغرد !
هل سمعت يوماً بالبلبل ينبح !
دائماً هناك مستحيلات بالحياة. لنفرض
أن هذا القرد غريب الطباع فغردَ يوماً ما !
هل سيعجبك هذا التغريد أو أنها صفة
تخص البلبل وحده .كالبشر تماماً هناك
الطيب والسيئ ، فالشخص السيئ لن
يصبح يوماً انساناً طيبَ الخُلق والمبدأ
إلا من رحم الله . ولأنك الطيبُ ذو النية
الحسنة تعتقد أن من تقابلهم بحياتك يتصفون
بصفاتك فتعاملهم بطيبة قلب ومبدأ رجلُ وفكرٍ
حسن ، فتمر السنين وتتعدد المواقف وتكتشف
حقيقة أن هؤلاء الأشخاص كستهم القذارة من
الرأس لأخمص القدمين .ولأن البيئة المتواجدين
بها أكسبتهم النفاق الاجتماعي والكذب وتقديرك
وقت الحاجة فقط ، فهم متعودون على إخفاء
صفاتهم السيئة التي تجهلها برائحة المسك التي
سرعان ما تتلاشى منهم ، ولأنك اكتشفت حقيقتهم
ولأنك حاملُ المسك ستتركهم وستحاول الإبتعاد عن
مجالستهم وهذا حقك إن أردت الاحتفاظ برائحتك
الطيبة . ومن غير أن تتعجب هل شاهدت يوماً
حامل المسك ونافخ الكير متجاورين بالمكان !
. لكنهم لن يتركوك وحدك فستبدأ ألسنتهم بالتحدث
عنك ولكن ليس بما كنت تفعله من تعامل طيب
ومواقف رجولية معهم بل بالتهجم عليك وإنكار
طيبتك وإلصاق التهم الباطلة بك . ولن يصدقهم
أو يُطرب لسماعهم إلا القردة أمثالهم .أتعرف يا
هذا العمل الطيب لن يؤثر على صاحبه بل سيظل
معه مرافقاً له بتواجده أو رحيله ، وعندما تحاول
تلك القردة أن تغرد أعود وأقول هل سمعت بالقردة
التي تغرد !

قرات يوما



قرات يوما
(إن تقديم حجة على وجود الحرية سيقتل الحرية)
الفيلسوف ألن
أحاول أن أشرح ماهي الحرية ، فالجميع يعرفها والكثير منا بل الأغلبية تفقدها ! ودوماً أطرح سؤالاً على نفسي هل أنا حُر ! وهل من حولي يعيش هذه الحرية ! . حتى أني أدمنت كتابة كلمة ( Freedom ) وتعني الحرية باللغة الإنجليزية . وأتساءل لماذا لم أكتب هذه الكلمة بالعربية !! هل لأنها بعيدة كل البعد عن المجتمعات العربية كتبتها بلغة أخرى ؟ ربما تكون هذه إجابة مقنعه لي . يقول إمانويل كانت : لا أحد يستطيع إلزامي بطريقته كما هو يريد ( كما يؤمن هو ويعتقد أن هذا هو الأفضل للآخرين ) لأصبح فرحاً ومحظوظاً كلٌ يستطيع البحث عن حظه وفرحة بطريقته التي يريد وكما يبدو له بأنه الطريق السليم شرط أن لاينسى حرية الآخرين وحقهم في الشيء ذاته . عندما أتأمل بهذه الكلمة أعود لسنين مضت وبالتحديد فترة تخرجي من الثانوية العامة عندما ذكرت لأبي رغبتي بالسفر خارج البلاد لإكمال دراستي الجامعية ” وتجربة الحرية المفقودة ” وكان الرفض حليف هذه الرغبة ، هنا هل سلبت مني حريتي بهذا الرفض أو كان لأبي نظرة أخرى أو الظروف حينها لم تسمح له بتحقيق رغبتي ! تكهنات كثيرة تراودني ولكن بالأخير أُقر أنها سُلبت . إن أهم مقياس للحرية لدي هو ما يُطبق ويزرع بالأبناء من قبل عائلاتهم ومن هذا المنطلق نستطيع أن نحكم و نجاوب هل مجتمعاتنا العربية قابلة لأن تعيش بحرية أم لا
نحن مسلمون بالفطرة وبما أن الحرية المفقودة لدينا لا وجود لنصِ شرعيِ بتحريمها إذا ما المانع أن نعيشها ونمارسها مع الغير . إن القمع وصل لدرجة أنك لا تستطيع إيقاف رسائل نصية دعائية ترسل لهاتفك المحمول من الشركة المزودة للخدمة فتقرأها رغماً عنك فسحقاً لكل هذا القمع . وختاماً أسأل / هل إجبار بعض الفتيات على الزواج شكلُ من الحرية ! هل فرض تخصصات لطلابنا شكل من أشكال الحرية

المجهول الغامض جدا



الحب أمر غير عقلاني . عندما تسأل شخص ما عن الحب
سيبدأ الإجابة بالتأوه وترديد جملة لا يوجد حب بهذا
الزمن ! بينما الحب كإحساس متواجد على مر الأزمان .
إذاً مالذي تغير بزمننا ؟ بالتأكيد احساس الحب باقي كما
هو ولكن حاجتنا للحب هي المتغيره وهي من جعلت هذه
الكلمة مؤلمة للأغلبية . وذكرت في فلسفة سابقة جملة
( لا تبحثوا عن الحب بل اجعلوه يبحث عنكم )
ولفك شفرة هذه الجملة سأقول سابقاً كان الحب هو من
يطرق قلوب الأشخاص لذا كان الحب له معاني سامية
وكان يدوم زمناً طويلاً ، أما بالوقت الحاضر فقلوب البشر
هي من تحبث عن الحب .
جميعنا نعرف أن الحياة الإجتماعية بالوقت الحالي مختلفة
جداً عن سابقها ، وهذه التغيرات تلعب دوراً هاماً في
تركيب شخصية الإنسان . فنجد حالياً فقدان الجنسين
للعاطفة والتقارب العائلي أو مشاعر مكبوتة لم يستطع
الشخص اظهارها مما يسبب فراغ عاطفي وتضارب
للمشاعر وكبتها أيضاً . فيعقتد الشخص أن الحب هو
الحل فيبدأ بالبحث عنه . وطريقة البحث ليست بشكل أن
يبحث الرجل عن أي أنثى تصادفه ليعترف لها بالحب
وأيضاً كذلك الأنثى . بل تكون الطريقة بإقناع الشخص
نفسة حاجته للحب وعندها لا يفرق بين اعجاب وبين تعود
وبين حب !
إن بحثنا عن الحب سنجده لكن ليس بالصورة التي نريدها
والتي سمعنا عنها لذا سنجد قصصنا الغرامية تنتهي
بطريقة لم نتخيلها . لنعيش الحياة ونكمل الدرب ولنترك
للحب البحث عنا .

الأحد، 17 أبريل 2011

من أقوال شكسبير



من أقوال شكسبير
يرضع الطفل من أمه حتى يشبع

ويقرأ على ضوء عينيها حتى يتعلم القراءة والكتابة

ويأخذ من نقودها ليشتري أي شيء يحتاجه

ويسبب لها القلق والخوف حتى يتخرج من الجامعة

وعندما يصبح رجلاً

يضع ساقاً فوق ساق في أحد مقاهي المثقفين ويعقد مؤتمراً صحفياً يقول فيه :

إن المرأة بنصف عقل !!

" تباً لسطحية سكنت عقول البشر"

شكسبير